كيفيّة النيّة في الصلوات المتعدّدة في مسألة اشتباه القبلة ونحوها
__________________
التقرّب جزء مهيّة العبادة أو شرط تحقّقها ومع عدمه ليست العبادة عبادة ، لا انه شرط صحّة العبادة مع تحقّق مهيّتها بدونه كيما يقع الدوران بينه وبين سائر شروط الصحّة.
والحاصل : أنّ قصد التقرّب شرط المهيّة والقبلة وطهارة اللباس وأمثالهما شرائط الصحّة من غير مدخليّة لها في المهيّة ، وتقديم جانب قصد القربة وعدم الحكم بسقوطه باعتبار أنّ سقوطه يوجب انتفاء العبادة وسقوط غيره يوجب انتفاء اشتراطه في تلك الحالة في صحّة العبادة وشتّان ما بينهما من الطّرق.
وممّا اعترض به بعض من لا تحصيل له هنا على المصنّف فما أفاده من تقديم سقوط شرط إنجزم بالنيّة على سقوط غيره من الشرائط ما لفظه :
« وفيه نظر ؛ فإنّ أدلّة إعتبار النيّة مطلقة ، كيف! وهي روح العبادة وبها قوامها ، والعبادة بلا نيّة جسد بلا روح.
ومنه يظهر : أن المتعيّن للسّقوط هو الشرط المجهول دون النيّة » إنتهى.
أقول : لعمري إنّ هذا اعتراض على نفسه بسوء فهمه فإنّ كلام المصنّف في سقوط الجزم بالنيّة لا سقوط نفس النّيّة ؛ فإنّ سقوطها يوجب انتفاء مهيّة العبادة لا أن سقوطها يوجب سقوط روح العبادة في العبارة فلمّا لم يبق البياض على القرطاس بنيت الإساس على الإحتباس حامدا مستغفرا » إنتهى. أنظر الفرائد المحشّى : ٢٧٠.