القاعدة المقررة المسلمة.
فليت شعري كيف يمكن الاستناد بمثل هذه الأخبار في ردّ تلك الأخبار الواضحة الدلالة والإسناد ، المعتضدة بعمل الأصحاب ، المخالفة للعامة على ما يستفاد من الموثقة السابقة (١) لقوله : « كما يصنع الناس » والمراد بهم العامة كما لا يخفى على المتتبع لأخبار الأئمة عليهمالسلام ، ثمَّ قوله عليهالسلام : إنا إذا أردنا » إلى آخره ، حيث جعل عليهالسلام ذلك من خواصهم.
وربما يومئ إليه الصحيحان المتقدمان المتضمنان لقياس الصلاة بالصيام (٢) ، فإنّ الظاهر أن المقصود منه إنما هو إثبات ما هم عليه على هؤلاء العبدة للأصنام ، جدلا معهم بمقتضى مذهبهم في العمل بالقياس.
وبذلك يقوى احتمال حمل الأخبار المتقدمة ـ على تقدير تسليم دلالتها ـ على التقية.
وكذا يحمل عليها ماله على الجواز ظهور دلالة أو صراحة ، ومنها : الحسنة المتقدمة المتضمنة لقوله عليهالسلام : « الفضل أن تبدأ بالفريضة » (٣) مع أنه تأمّل في دلالتها أيضا جماعة (٤) ، بناء على أن الفضل غير الأفضلية ، وهو يحصل في الواجب أيضا ، فتأمّل جدا.
ومنها : الصحيحان : عن رجل فاتته صلاة النهار متى يقضيها؟ قال : « متى شاء ، إن شاء بعد المغرب وإن شاء بعد العشاء » (٥).
__________________
(١) في ص ٢٢٧.
(٢) راجع ص : ٢٢٦.
(٣) راجع ص : ٢٢٧.
(٤) منهم صاحب الحدائق ٦ : ٢٦٢.
(٥) الكافي ٣ : ٤٥٢ / ٦ ، ٧ ، التهذيب ٢ : ١٦٣ / ٦٣٩ ، ٦٤٠ ، الوسائل ٤ : ٢٤١ أبواب المواقيت ب ٣٩ ح ٦ ، ٧.