واختلف أهل اللغة في معنى التوشّح ، ففي القاموس : توشّح الرجل بثوبه وسيفه إذا تقلّد بهما (١).
وفي المصباح المنير : توشّح به أن يدخله تحت إبطه الأيمن ويلقيه على منكبه الأيسر كما يفعله المحرم (٢) ، ونحوه عن المغرب (٣).
وفي مجمع البحرين : وفيه « كان يتوشّح بثوبه » أي يتغشى به ، والأصل في ذلك كله من الوشاح ككتاب ، وهو شيء ينسج من أديم عريضا ويرصّع بالجواهر ويوضع شبه قلادة تلبسها النساء ، يقال : توشّح الرجل بثوبه أو بإزاره ، وهو أن يدخله تحت إبطه الأيمن ويلقيه على منكبه الأيسر كما يفعله المحرم ، وكما يتوشح الرجل بحمائل سيفه ، فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى ويكون اليمنى مكشوفة (٤).
وكلماتهم وإن كانت مختلفة في ذلك إلّا أنّ ظاهرها الاتفاق على أنه غير الاتّزار فوق القميص ، فلا وجه للاستدلال بأخبار كراهة التوشّح على كراهته.
لكن في بعض النصوص إشعار باتحادهما ، كالخبر : في الذي يتوشّح ويلبس قميصه فوق الإزار ، قال : « هذا عمل قوم لوط » قلت : فإنه يتوشّح فوق القميص ، قال : « هذا من التجبّر » (٥).
ولكنه معارض بظاهر الصحيحة الأولى (٦) ، حيث عطفت الاتّزار فوق
__________________
(١) القاموس المحيط ١ : ٢٦٤.
(٢) المصباح المنير : ٦٦١.
(٣) المغرب ٢ : ٢٥٠.
(٤) مجمع البحرين ٢ : ٤٢٣.
(٥) الفقيه ١ : ١٦٨ / ٧٩٥ ، التهذيب ٢ : ٣٧١ / ١٥٤٢ ، الوسائل ٤ : ٣٩٦ أبواب لباس المصلي ب ٢٤ ح ٤.
(٦) المتقدمة في ص : ٣٤٧.