ونسب أيضاً إلى المرتضى ، وفيه ما عرفته (١) . بل يمكن التأمّل في مصير المبسوط إليه أيضاً ؛ وإن حكم أوّلاً بما حكي عنه ، إلّا أنّه بعد نقله المشهور حكم بأنّه الأحوط (٢) . والاحتياط في كلامه ليس نصّاً في الاستحباب ، فيحتمل الوجوب ، بناءً على طريقته المستمرة من استدلاله بالاحتياط في العبادة لإِيجاب كثير من الْاُمور التي يدّعي وجوبها فيها .
وكيف كان ، فلا ريب في ضعف هذا القول ، وإن استدلّ عليه بالنصوص الكثيرة المتواترة معنىً ، الدالة على أنّ أوّل المغرب سقوط القرص ، أو استتاره ، أو غيبوبة الشمس (٣) ، بناءً على أنّ المفهوم منها لغةً وعرفاً هو الغيبوبة عن النظر .
لضعفه أوّلاً : بأنّ المراد بسقوط القرص وغيبوبة الشمس سقوطه عن الْاُفق المغربي ، لاخفاؤها عن أعيننا قطعاً ، وعليه نبّه شيخنا في روض الجنان ، قال : لأنّ ذلك يحصل بسبب ارتفاع الأرض والماء ونحوهما ، فإنّ الاُفق الحقيقي غير مرئي (٤) .
وأمّا ما يقال عليه من أن غيبوبة الشمس عن الْاُفق الحقيقي في الأرض المستوية حسّاً إنّما تتحقق بعد غيبوبتها عن الحسّ بمقدار دقيقة تقريباً ، وهذا أقلّ من ذهاب الحمرة المشرقية بكثير (٥) .
فمنظور فيه أوّلاً : بأنّ فيه اعترافاً برفع اليد عن المفهوم اللغوي والعرفي ، واعتبار شيء زائد عليه ولو دقيقة ، ومعه لا يتوجه الاستدلال بالأخبار المزبورة بالتقريب المتقدم .
___________________
(١) راجع ص : ٢٠١ .
(٢) المبسوط ١ : ٧٤ .
(٣) انظر الوسائل ٤ : ١٧٨ أبواب المواقيت ب ١٦ ح ١٦ إلى ٣٠ ، وب ١٧ من تلك الأبواب .
(٤) روض الجنان : ١٧٩ .
(٥) قال به السبزواري في الذخيرة : ١٩٣ .