فألزقتها بالأرض ، وجعلت لها بابين : بابا شرقيّا وبابا غربيّا ، وزدت فيها ستّة أذرع من الحجر ، فإنّ قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة (١)».
فإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقدم على مثل ذلك الأمر المهم رعاية لبعض المصالح ، فكذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو تلميذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمتعلم منه ، فهو عليهالسلام رعاية لبعض الجهات الدينية العامّة والمصالح الإسلاميّة الهامّة سكت وسكن وصبر وتحمّل كل ما أوردوه عليه من الظلم والجفاء ، بسبب البغضاء والشحناء التي كانت مكتومة في صدورهم ومكنونة في قلوبهم ، وقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم ذلك فيخبر عليا في حياته ويبكي على غربته ومظلوميته ، كما روى الخوارزمي في مناقبه والعلاّمة الفقيه ابن المغازلي أيضا في مناقبه : [أنّ النبي (ص) يوما نظر إلى عليّ عليهالسلام فبكى ، فقال له : ما يبكيك يا رسول الله صلّى الله عليك؟ قال (ص) : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها حتى أفارق الدنيا. قال عليهالسلام : فما أصنع يا رسول الله؟ قال : تصبر ، فيعطيك ربّك أجر الصابرين (٢)].
__________________
(١) صحيح مسلم : ج ٢ / كتاب الحج باب «٦٩» نقض الكعبة وبنائها : رواه بطرق شتى وكلها بالإسناد إلى عائشة بألفاظ مختلفة.
«المترجم»
(٢) المذكور في متن الكتاب إنما هو الترجمة العربيّة لما ذكره السيد المؤلف بالفارسية ، وأما نصّ الحديث كما في ينابيع المودّة للعلاّمة القندوزي الباب الخامس والأربعون ، قال [أخرج الموفق بن أحمد الخوارزمي ، والحمويني بالإسناد عن أبي عثمان النهدي عن عليّ كرّم الله وجهه قال «كنت أمشي مع رسول الله (ص) فأتينا على حديقة ، فاعتنقني وأجهش باكيا ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال