يغتذوا بغذاء ضعفاء الناس وافقرهم ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى بما هو فيه ، ويراهم الغني فيزداد شكرا وتواضعا (١).]
ونقل المحدّثون عن سويد بن غفلة وغيره ، قال [دخلت على عليّ ابن أبي طالب في الكوفة فرأيت بين يديه رغيفا من شعير وقدحا من لبن والرغيف يابس ، تارة يكسره بيده وتارة بركبتيه ، فشقّ عليّ ذلك.
فعاتبت جارية له يقال لها فضّة فقلت : ألا ترحمين هذا الشيخ وتنخلين له هذا الشعير ، أما ترين نشارته على وجهه وما يعاني منه؟!
فقالت : إنّه عهد إلينا أن لا ننخل له طعاما قطّ. فالتفت عليّ إليّ وقال : ما تقول لها؟ فأخبرته وقلت : يا أمير المؤمنين! ارفق بنفسك.
فقال : ويحك يا سويد ما شبع رسول الله (ص) من خبز برّ ثلاثا حتى لقي الله ، ولا نخل له طعام قط ، يا ابن غفلة! ذلك أحرى أن يذل النفس ويقتدي بي المؤمنون ، وألحق برسول الله (ص) (٢).]
ونقل العلاّمة القندوزي في الينابيع / الباب الحادي والخمسون / قال : أخرج الموفق بن أحمد الخوارزمي عن عدي بن ثابت قال : أوتي عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه بفالوذج فأبى أن يأكل منه وقال [إنه شيء لم يأكل منه رسول الله (ص) فلا أحب أن آكل منه (٣).]
__________________
(١) رواه سبط ابن الجوزي في التذكرة / الباب الخامس ، ورواه الحافظ القندوزي في الينابيع / الباب الحادي والخمسون.
(٢) رواه سبط ابن الجوزي عن سويد بن غفلة والقندوزي عن علقمة. ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب والطبري في تاريخه.
«المترجم»
(٣) الفالوذج : نوع من الحلوى.