__________________
وزهد وعبادته عليهالسلام / قال [أخبرنا غير واحد ، ثم ذكر الإسناد إلى محمد بن قيس عن أبي شهاب قال : كان عمر بن عبد العزيز (رض) يقول : ما علمنا أنّ أحدا من هذه الأمة بعد رسول الله (ص) أزهد من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ما وضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة.]
وبه قال عبد الله بن أحمد بن حنبل.
قال ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح نهج البلاغة وهو يصفه [وأمّا الزهد في الدنيا فهو سيّد الزهّاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرحال ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا.
قال عبد الله بن أبي رافع : دخلت إليه يوم عيد ، فقدّم جرابا مختوما ، فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا ، فقدّم فأكل. فقلت : يا أمير المؤمنين ، فكيف تختمه؟
قال : خفت هذين الولدين أن يلتّاه بسمن أو زيت.
وكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة وليف أخرى ونعلاه من ليف ، وكان يلبس الكرباس الغليظ.
وكان يأتدم اذا ائتدم بخلّ أو بملح فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض ، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل. ولا يأكل اللحم إلا قليلا ، ويقول : لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان. وهو الذي طلّق الدنيا ، وكانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلاّ من الشام ، فكان يفرّقها.]
ونقل ابن أبي الحديد في ج ٢ / ٢٠١ ، ط دار إحياء الكتب العربية / قال : وروى معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال «ما اعتلج على عليّ عليهالسلام أمران في ذات الله سبحانه ، إلاّ أخذ بأشدّهما ، ولقد علمتم أنّه كان يأكل ـ يا أهل الكوفة ـ عندكم من ماله بالمدينة ؛ وأن كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب ويختم عليه مخافة أن تزاد عليه من غيره ؛ ومن كان أزهد في الدنيا من عليّ عليهالسلام؟!».