ونصرته.
ولذلك ذكر المؤرّخون كلهم ، منهم ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١٤ / ٧٠ قال [وفي الحديث المشهور : إنّ جبرائيل عليهالسلام قال له صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة مات أبو طالب : «أخرج منها فقد مات ناصرك» (١).]
الشيخ عبد السلام : هل اشتهر اسلام أبي طالب على عهد النبي (ص) وهل عرفه المسلمون؟
قلت : نعم اشتهر إيمان أبي طالب وإسلامه ، وكل المؤمنين والمسلمين كانوا يذكرون أبا طالب بالخير ويعظّمونه ويحترمونه.
الشيخ عبد السلام : كيف يمكن أن يكون أمره شائعا مشهورا في عهد رسول الله وبعد النبي (ص) بثلاثين سنة تقريبا ، يكذبون على رسول الله (ص) ويضعون ويجعلون حديثا عنه ، بخلاف ذلك الأمر الشائع ، بحيث يخفونه على المسلمين ويغيّرون الواقع والحقيقة!
قلت : ليس هذه أول قارورة كسرت في الإسلام ، فإنّ هناك حقائق كثيرة أنكروها وحتى أحكام كانت على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شائعة. يعمل بها المسلمون ويصدّقها المؤمنون ، غيّرها المبتدعون وبدّلها المبطلون ، حتى نسيها الجيل الذي أتى بعد ذلك العهد.
__________________
(١) ذكر سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص : ١٩ ، ط بيروت / قال [قال ابن سعد : حدثنا الواقدي قال : دعا أبو طالب قريشا عند موته ، فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد ابن أخي وما اتبعتم أمره ، فاتّبعوه واعينوه فأرشدكم.]
أيها القارئ الكريم فكّر .. هل تخرج هذه الوصية إلاّ من مؤمن برسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كامل للايمان! «المترجم»