البيات إذا عرف مضجعه ، يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليّا مكانه.
فقال له عليّ ليلة : يا ابت ، إنّي مقتول؟ فقال له :
اصبرن يا بنيّ فالصبر أحجى |
|
كل حيّ مصيره لشعوب |
قدّر الله والبلاء شديد |
|
لفداء الحبيب وبن الحبيب |
لفداء الأغرّ ذي الحسب الثا |
|
قب والباع والكريم النجيب |
إن تصبك المنون فالنبل تبري |
|
فمصيب منها ، وغير مصيب |
كلّ حيّ وإن تملّى بعمر |
|
آخذ من مذاقها بنصيب |
فأجاب علي عليهالسلام ، فقال له :
أتأمرني بالصّبر في نصر أحمد |
|
ووالله ما قلت الذي قلت جازعا |
ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي |
|
وتعلم أنّي لم أزل لك طائعا |
سأسعى لوجه الله في نصر أحمد |
|
نبيّ الهدى المحمود طفلا ويافعا] |
بالله عليكم فكّروا وانصفوا! هل يضحّي أحد بابنه إلاّ في سبيل العقيدة؟
هل من المعقول أنّ أبا طالب يقدّم ابنه عليا فداء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو غير مؤمن به وبرسالته السماوية؟!
وذكر كثير من المؤرخين والمحدّثين منهم : سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواصّ فقال : وقال ابن سعد .. حدثني الواقدي قال : [قال علي عليهالسلام «لمّا توفي أبو طالب. أخبرت رسول الله (ص) فبكى بكاء شديدا ، ثم قال : اذهب فغسّله وكفّنه وواره ، غفر الله له ورحمه».
فقال له العباس : يا رسول الله إنّك لترجو له؟ فقال «أي والله! إنّي لأرجو له». وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياما لا يخرج