تواريخهم ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٢ / ٣ ـ ١٨ ، ط دار إحياء التراث العربي ، قال في صفحة ٦ [دعا ـ معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ وكان قاسي القلب فظّا سفّاكا للدماء ، لا رأفة عنده ولا رحمة ـ فأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي إلى اليمن ، وقال له : لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ إلاّ بسطت عليهم لسانك ، حتى يروا أنهم لا نجاء لهم ، وأنّك محيط بهم ، ثم اكفف عنهم ، وادعهم إلى البيعة لي ، فمن أبى فاقتله ، واقتل شيعة عليّ حيث كانوا!!
فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :
ها! من أحسّ بابنيّ اللّذين هما |
|
كالدّرتين تشظّى عنهما الصّدف |
ها! من أحس بابنيّ اللذين هما |
|
سمعي وقلبي ، فقلبي اليوم مختطف |
ها! من أحسّ بابنيّ اللذين هما |
|
مخّ العظام ، فمخّي اليوم مزدهف |
نبئت بسرا وما صدّقت ما زعموا |
|
من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا |
أنحى على ودجي ابنيّ مرهفة |
|
مشحوذة ، وكذاك الإثم يقترف] |