الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد ، وهو أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرد ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان.
ولا شك أنّ رأسهم كان أبو سفيان ، ومن بعده معاوية ويزيد ومروان.
والآية الثانية ، الدالّة على لعن بني أمية ، قوله سبحانه وتعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) (١).
ومن أكثر فسادا من معاوية حينما تولّى؟ ومن أقطع منه رحما لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟! والتاريخ يشهد عليه بذلك ، وليس أحد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .
والآية الثالثة ، (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (٢).
وهل تنكرون إيذاء معاوية للإمام علي عليهالسلام ، ولسبطي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحسن والحسين ، ولخواص صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كعمّار بن ياسر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي؟ ثم أما يكون إيذاء أمير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة الأخيار ، إيذاء لله ورسوله؟! فالآيات القرآنية التي تلعن الظالمين كلّها تشمل معاوية.
فقد قال عزّ وجلّ : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ
__________________
(١) سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الآية : ٢٢ و ٢٣.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٥٧.