وما قلتم أنّ أبا طالب عليهالسلام مات مشركا. إذ إنّ جمهور علماء الشيعة وأهل البيت عليهمالسلام ، الذين جعلهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعلام الهداية وعدل القرآن الحكيم ، وكذلك كثير من أعلامكم مثل ابن أبي الحديد ، وجلال الدين السيوطي ، وابي القاسم البلخي ، والعلاّمة أبي جعفر الإسكافي ، وآخرين من أعلام المعتزلة ، والعلاّمة الهمداني الشافعي ، وابن الأثير ، وغيره ذهبوا إلى أنّ أبا طالب عليهالسلام أسلم في حياته واعتنق الدين الحنيف ومات مؤمنا ، بل اعتقاد الشيعة في أبي طالب عليهالسلام ، أنّه آمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أول الأمر ، وأمّا إيمانه بالله سبحانه كان فطريا ولم يكفر بالله طرفة عين ، وكما في الأخبار المرويّة عن أعلام العترة وأهل البيت عليهمالسلام ، أنّه لم يعبد صنما قطّ ، وكان على دين إبراهيم الخليل عليهالسلام وهو يعدّ من أوصيائه.
وأما قول أعلامكم ومؤرخيكم وعلمائكم المحققين منهم أنّه أسلم ، فقد قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول : وما أسلم من أعمام النبي غير حمزة والعبّاس وأبي طالب عند أهل البيت عليهمالسلام.
ومن الواضح أنّ إجماع أهل البيت عليهمالسلام مقبول عند المسلمين ولا يحق لمؤمن أن يردّه ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جعلهم عدل القرآن ، وأرجع إليهم المسلمين في الأمور التي يختلفون فيها ، وجعل قولهم الفصل والحجّة والحق ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا». فجعل كلام الله وأهل البيت أمانا من التيه والضّلال.
وعلى القاعدة المشهورة [أهل البيت أدرى بما في البيت ، فهم أعلم بحال آبائهم وتاريخ حياة أسلافهم.]
فالغرابة والعجب منكم إذ تتركون قول أهل البيت الطيبين عليهمالسلام ،