المؤرخون كلهم أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاة جدّه عبد المطلب ، انتقل إلى بيت أبي طالب وكان عمره الشريف يومئذ ثمان سنين ، فتكفّله عمّه ورعاه أتمّ وأجمل رعاية.
فكما حارت العقول في شخصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحقيقته ، بهرت العقول أيضا في شخصيّة عليّ وحقيقته. حتى أنّ المتعصّبين من أعلامكم مثل علاء الدين القوشچي ، والجاحظ وهو يعدّ من النواصب ، وسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ، وغيرهم قالوا : [إنّنا حيارى ولا ندري كيف نفسّر كلام علي بن أبي طالب إذ يقول : «نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد».
__________________
[غاية المدح في علاك ابتداء |
|
ليت شعري ما تصنع الشعراء |
يا أخا المصطفى وخير ابن عم |
|
وأمير إن عدّت الأمراء |
معدن الناس كلها الأرض لكن |
|
أنت من جوهر وهم حصباء] |
وقال آخر :
(خير البريّة بعد أحمد حيدر |
|
الناس أرض والوصيّ سماء) |
ويقول آخر :
[حاشاك أن تسمو إليك سماء |
|
أنت الفضاء وما سواك هباء |
ومتى يحلّق نحوك العظماء؟ |
|
والسرّ أنت وغيرك الأسماء |
أولست ساقي الحوض أنت وقاسم ال |
|
جنّات والنيران كيف تشاء؟؟] |
هذا غيض من فيض قريحة الشعراء وشعورهم في حقه عليهالسلام ، ولكن ما لنا ولقول الشعراء البلغاء بعد أن نطق الخالق العزيز بمدحه وتفضيله وجعله نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في آية المباهلة ، وأطلق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه ذلك كرّات ومرات وقال «علي كنفسي». ولا شك أنّ خير الكلام كلام الله ، وخير الحديث حديث أشرف الخلق محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم . «المترجم»