حدث في عهد عثمان وخلافته ، وابتدعه عبد الله بن سبأ اليهودي!
والحال أنّ هذا الكلام خلاف الواقع والحقيقة ، فإنّ كلمة «الشيعة» اصطلاح يطلق على أتباع عليّ بن أبي طالب وأنصاره منذ عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّ واضع هذه الكلمة والذي جعلها علما عليهم هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو كما قال الله (عزّ وجلّ) فيه : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (١).
وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «شيعة عليّ هم الفائزون» وروى علماؤكم هذا الحديث وأمثاله في كتبهم وتفاسيرهم.
الحافظ : لم أجد هكذا روايات وأحاديث في كتبنا ، وليتني كنت أعرف ، في أيّ كتاب من كتبنا قرأتم هذا الحديث وأمثاله؟!
قلت : هل إنّكم لم تجدوا هذا الحديث وأمثاله في كتبكم ، أم استنكفتم من قبوله وأغمضتم عينكم وأبيتم إلاّ الجحود والكتمان؟؟!
ولكنّا حين قرأناه في كتبكم وكتبنا ، قبلناه وأعلنّاه ، ولا نكتمه أبدا ، لأنّ الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) (٢).
وقال (عزّ وجلّ) : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣).
__________________
(١) سورة النجم ، الآية ٣ و ٤.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٥٩.
(٣) سورة البقرة ، الآية ١٧٤.