الرجال في أمور لا تعنيها ، بل مخالفة لشأنها ومقامها كزوجة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم . وهذا مقصودنا من تسويدها تاريخها ، وليتها كانت تسلك مسلك قريناتها ، أعني زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتحافظ على حرمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما حفظنها.
الشيخ عبد السلام : أظن أنّ سبب عدائكم وبغضكم لأم المؤمنين عائشة ، هو خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه ، وإلاّ فإنّ سلوكها مع رسول الله (ص) كان أحسن سلوك ، وليس لأحد انتقاد في ذلك ، وكان رسول الله يكرمها كثيرا ونحن نكرمها لإكرام النبيّ لها.
قلت : سبب بغضنا لعائشة ، ليس خروجها على الإمام علي عليهالسلام فحسب ، بل لسوء سلوكها مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإيذائها له أيضا ، وتمرّدها عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدم إطاعتها له في حياته!!
الشيخ عبد السلام : هذا بهتان عظيم! فإنّ كلنا نعلم بأنها كانت أحب زوجات النبي (ص) إليه ، فكيف كانت تؤذي رسول الله (ص) وهي تقرأ في القرآن الحكيم : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (١)؟.
قلت : أيها الشيخ لقد تكرر منكم سوء التعبير ورميتموني بالافتراء والبهتان والكذب ، ولكن سرعان ما انكشف الأمر وثبت بأنّي غير كاذب ولا مفتر ، بل أنا ناقل الأخبار من كتب علمائكم ومسانيد أعلامكم ، وقلت لكم : بانّ الشيعة لا يحتاجون إلى وضع الأخبار وجعل الأحاديث في إثبات عقائدهم وحقانية ائمتهم وفضائلهم ومناقبهم ، فإن كتاب الله سبحانه ينطق بذلك والتاريخ يشهد لهم.
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية ٥٧.