ثانيا : أنّ الله سبحانه جعله في آية المباهلة نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما نقلت لكم أخبارها في الليلة الماضية.
ثالثا : كان علي عليهالسلام باب علم الرسول كما أعلن ذلك هو صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد نقلت لكم أخباره من مصادركم.
فكان عليهالسلام أعلم الأمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرآن وأحكامه وبالإسلام وفرائضه ، وكان عليهالسلام أحوط الناس في العمل بالقرآن وأجهدهم في كسب مرضاة الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف يعقل أن يقدم على عمل يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ والله سبحانه يقول : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) (١).
ثم كيف قبلت عقولكم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو صاحب الخلق العظيم يغضب على أفضل عباد الله بعده والذي يحب الله تبارك وتعالى كما عرّفه حين أعطاه الراية في خيبر ، فيغضب عليه لا لشيء سوى أنّه أراد أن يرتكب أمرا مباحا ، أباحه الله سبحانه في كتابه لكل المسلمين من غير استثناء فقال : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) (٢)؟.
وعلى فرض أنّ عليا عليهالسلام خطب ابنة أبي جهل ، هل كان يحرم عليه ذلك أم يجوز؟! فكيف تقبل عقولكم أن يغضب سيد المرسلين وصاحب الخلق العظيم على سيد كريم مثل ابن عمه أمير المؤمنين لهذا الأمر المباح المشروع الذي سنّه الله تعالى وعمل به هو أيضا صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
فالنبي صلوات الله وسلامه عليه أجلّ وأكرم من ذلك ، ونفسه
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية ٥٣.
(٢) سورة النساء ، الآية ٣.