نعم بهذه الجملة القصيرة عبّر عن حقائق كثيرة ، وبيّن أنّه ارتاح من هموم وغموم كانت متراكمة على قلبه الشريف ، من جفاء قوم وظلم آخرين وتحريف الدين وتغيير سنن سيد المرسلين!!
ارتاح من هموم وغموم تراكمت على قلبه المقدس من أعمال الناكثين ، وجنايات القاسطين ، وجرائم المارقين.
وكم تحمّل من الأذى والظلم من الذين كانوا يدّعون صحبة رسول الله ومرافقته!!
وكم خالفوه وقاتلوه وسبّوه وشتموه ولعنوه على منابر الإسلام وفي مجامع المسلمين!!
وأنتم أيها العلماء تعرفون كل ذلك ، وتعلمون علم اليقين أنّ عليا كان نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنصّ القرآن الحكيم وحديث الرسول الكريم حيث قال : «من آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن أحبّ عليا فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن سب عليا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سب الله». إنّ السلف سمعوا ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حق عليّ عليهالسلام إلاّ أنّهم أخفوه عن المسلمين وألبسوا عليهم الحقائق وأضلّوهم عن سبيل الله وعن الصراط المستقيم!!
وقد آل الأمر اليوم إليكم ، فأنصفوا واتقوا الله واليوم الآخر ، ولا تتّبعوا الهوى واتركوا التعصّب لدين الآباء ومذهب السلف ، (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١)! فإنّ الناس من العامة ينظرون إليكم ويأخذون بأقوالكم فلا تسكتوا عن بيان الحقائق ، انقلوا للناس ما رواه علماؤكم ، وحدّثوهم بما حدّث أعلامكم وكتبوا في كتبهم في شأن الإمام علي عليهالسلام وأهل بيته المظلومين!
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٤٢.