والمطلق والمقيد والمجمل والمبيّن والمتشابه والمحكم منه ، وهذا لا يكون إلاّ من أفاض الله عليه من الحكمة وفتح في قلبه ينابيع علومه ، فلذا قال سبحانه : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (١).
فإذا كان القرآن وحده يكفي لما قال سبحانه : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٢). ولما قال تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٣).
ولقد عرّف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمّته الراسخين في العلم وأولي الأمر الذين يرجع إليهم في تفسير القرآن وتوضيحه ، في حديثه الذي كرّره على مسامع أصحابه وقد وصل حدّ التواتر في النقل ، إذ قال حتى عند وفاته «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، إن تمسّكتم بهما نجوتم ـ لن تضلّوا أبدا (٤)».
فرسول الله (ص) لا يقول لأمته : كفاكم كتاب الله وحسبكم. بل يضم إلى القرآن أهل بيته وعترته.
أيها الحاضرون! فكروا وأنصفوا أيّ القولين أحقّ أن يؤخذ به
__________________
رضياللهعنه قال [قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «علي باب علمي ومبين لأمتي ما ارسلت به من بعدي ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ، ومودّته عبادة». رواه صاحب الفردوس.]
أقول : لا يخفى أنّ جملة «ما أرسلت به» تشمل القرآن والسنّة الشريفة وجميع أحكام الإسلام. «المترجم»
(١) سورة آل عمران ، الآية ٧.
(٢) سورة الحشر ، الآية ٧.
(٣) سورة النساء ، الآية ٨٣.
(٤) «نقلت لكم مصادره في البحوث الماضية».