يدلّ على جهل قائله وعدم معرفته لمقام النبي وشخصيته العظيمة!
ثالثا : أطلب من جناب الشيخ أن يراجع كتب اللغة في تفسير كلمة : «يهجر» حتى يعرف مدى تجاسر قائلها على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم !! فقد قال اللغويون : الهجر بالضم ـ الفحش ، وبالفتح ـ الخلط والهذيان ، وهو بعيد عن مقام النبوّة وقد عصم الله سبحانه رسوله عن ذلك بقوله عزّ وجلّ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (١) لذلك أمر المسلمين بالاطاعة المحضة له من غير ترديد وإشكال ، فقال سبحانه : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٢).
وقال تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (٣).
فمن استشكل في كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو تردّد في طاعته وامتثال أمره ، فقد خالف الله تعالى وأصبح من الخاسرين.
الشيخ عبد السلام : ولو فرضنا بأنّ عمرا قد أخطأ ، فهو خليفة رسول الله (ص) وكان يقصد بذلك حفظ الدين والشريعة ولكنّه اجتهد فأخطأ فيعفى عنه والله خير الغافرين.
قلت : أوّلا : حينما تكلم عمر بذلك الكلام الخاطئ لم يكن خليفة رسول الله ، بل شأنه شأن أحد الناس العاديين.
ثانيا : قد قلت : إنّه اجتهد فأخطأ! فلعمري هل الرأي أو الكلام
__________________
(١) سورة النجم ، الآية ١ ـ ٤.
(٢) سورة الحشر ، الآية ٧.
(٣) سورة النساء ، الآية ٥٩.