أمّا السيّد علي
فسكن مدينة سيرجان وهي تبعد عن كرمان أكثر من مائة كيلومتر ، واشتغل هو وأولاده
وأحفاده بتبليغ الدين وإرشاد المسلمين وأمّا السيّد محمد ـ الملقّب بالحائري ـ فقد
وصل كرمان وبقي فيها ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم : أبو علي الحسن ، ومحمد حسين
الشيتي ، وأحمد.
أمّا محمد حسين
وأحمد ، فقد رجعا إلى كربلاء وسكنا في جوار جدّهم الحسين الشهيد عليهالسلام ، حتّى توفّيا ، وتوجد إلى يومنا هذا في العراق ، قبائل كبيرة من السادة
الشرفاء ينتمون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طريقهما ، مثل : آل شيته ، وآل فخّار وهم من نسل السيّد
محمد الشيتي.
أمّا آل نصر الله
وآل طعمه ، فهم من نسل السيّد أحمد ، وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية المقدّسة في
كربلاء.
وأمّا السيد أبو
علي الحسن ، فقد هاجر مع أولاده من كرمان إلى شيراز وكان سكّانها آنذاك من العامّة
، بل كثير منهم كانوا يبغضون آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
فدخل المدينة مع
أهله وأولاده بأزياء عربية وأقاموا بالقرب من الخندق المحيط بالبلد فأقاموا بيوتا
عربية وسكنوا فيها.
واتّصلوا بالشيعة
الساكنين في محلة (سردزك) وهم قليلون مستضعفون يعيشون في تقيّة. فبدأ السيّد أبو
علي وأولاده بنشر تعاليم آبائهم الطيّبين وتبليغ مذهبهم الحقّ ، في خفاء وحذر.
وبعد وفاة السيّد
أبي علي قام ابنه الأكبر السيّد أحمد أبو الطيّب بالتبليغ ونشر عقائد الشيعة
وتعاليمهم ، واهتمّ بذلك اهتماما بالغا ، حتّى أنّ كثيرا من أهل شيراز اتّبعوه
وتشيّعوا ، وأخذ عددهم يزداد يوما بعد يوم ، فلمّا رأى السيّد أبو الطيّب إقبال
الناس عليه ، أعلن نسبه