فاحتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام بحديث الغدير على خصومه لإثبات خلافته وإمامته على الأمة ، هو أكبر دليل على أنّ المقصود من كلمة المولى في حديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأولوية والتصرّف في شئون الأمة والدولة الإسلامية.
__________________
وأما الكلام في الروايات التي ذكرت عدد الشهود في مناشدة الإمام عليهالسلام ، باختلاف في عددهم فأقول : ربما تكرّرت مناشدة الإمام علي عليهالسلام المسلمين في حديث الغدير لأهميّته.
أو نقول : أنّ كلا من الرواة ذكر من عرفه أو التفت إليه ، أو أنّه ذكر من كان في جانبي المنبر أو من كان إلى جنبه ولم يلتفت إلى غيرهم كما نقل النّسائي في كتابه خصائص مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ٧ ٢٦ / طبع مطبعة التقدم بالقاهرة أخرج بسنده عن سعد بن وهب قال [قال علي كرم الله وجهه في الرحبة :أنشد بالله من سمع رسول الله ٦ يوم غدير خم يقول : إنّ الله ورسوله ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره.
قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستّة. قال زيد بن منيع : قام عندي ستة] فالشاهد في الخبر والمقصود ، العبارة الأخيرة ، أو لحساسيّة الموقف وأهميّته وكثرة الحاضرين ذهل بعض عن بعض فنقل كلّ راو من ضبطه من الشهود ، إلى غير ذلك من الاحتمالات.
وأودّ أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى هذا الأمر وهو : أن المناشدة كانت بعد ما يقارب من خمسة وعشرين عاما من يوم الغدير ، وفي هذه المدّة كان كثير من الصحابة قد قضى نحبه وكثير منهم انتشروا في البلاد وكثير منهم كانوا يوم المناشدة في المدينة المنوّرة بعيدين عن الكوفة ، ثم إنّ المناشدة كانت من ولائد الساعة بالاتفاق والصدفة من غير أيّة سابقة وإعلام وكان في الحاضرين من يكتم شهادته سفها أو بغضا كما مرّت الروايات فيها ، ومع ذلك شهد للإمام علي عليهالسلام جمّ غفير ، فكيف لو لم تكن الموانع؟ «المترجم»