وأمّا معاوية وابن العاص والوليد بن عقبة ومروان وحزبهم الذين سنّوا لعن الإمام علي عليهالسلام وسبّه على منابر الإسلام وفي خطب الجمعات وحتى في قنوت الصلوات ، مع علمهم بقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«من سبّ عليا فقد سبّني ومن سبّني فقد سب الله تعالى (١)».
__________________
قالت : قال رسول الله (ص) وهو في بيتها لما حضره الموت «أدعوا لي حبيبي! فدعوت له أبا بكر ، فنظر (ص) إليه ثم وضع رأسه ، ثم قال (ص) : أدعوا لي حبيبي! فدعوت له عمر ، فلما نظر إليه وضع رأسه ، ثم قال : أدعوا لي حبيبي! فقلت : ويلكم أدعوا له عليّا ، فو الله ما يريد غيره! فلما رآه أخرج الثوب الذي كان عليه ، ثم أدخله منه فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه». قال العلامة الكنجي : هكذا رواه محدث الشام في كتابه. انتهى كلامه.
ليس بعجيب أنّ عائشة مع كل ما سمعته وترويه عن سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم في حق الإمام علي عليهالسلام وفي مناقبه وفضائله ، فتخرج عليه وتقاتله وتخالفه! فيا ترى ما يكون جزاؤها إذ قدّمت هوى نفسها على الحق واليقين؟ والله تعالى يقول : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ* فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) سورة المؤمنون ١٠١ ـ ١٠٣.
وهناك روايات كثيرة غير ما ذكرناها ، رواها المحدثون وأعلام السنّة عن عائشة في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وفي فضائله ومناقبه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو أردنا استقصاءها لانفرد لها مجلد كامل ، فندع هذا الأمر إلى فرصة أخرى إنشاء الله تعالى.
«المترجم»
(١) هذا الحديث الشريف وما بمعناه مشهور بين علماء العامة وأعلامهم ، وقد نقلوه في مسانيدهم ، منهم العلامة الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب / الباب العاشر