فبينما هو يجاهد في سبيل الله ويحارب الأعداء ، إذ وقع سهم في جبهته ، فلمّا انتزعوه سقط شهيدا.
وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر صفر عام ١٢١ ه ، وكان عمره الشريف اثنتين وأربعين سنة ؛ فرثاه الحسن الكناني بأبيات منها :
فلمّا تردّى بالحمائل وانتهى |
|
يصول بأطراف القنا الذوابل |
تبيّنت الأعداء أنّ سنانه |
|
يطيل حنين الامّهات الثواكل |
تبيّن فيه ميسم العزّ والتقى |
|
وليدا يفدّى بين أيدي القوابل |
فحمله ابنه يحيى بإعانة عدّة من أنصاره ، ودفنه في ساقية وردمها وأجرى عليها الماء لكي لا يعلم أحد مدفنه ولكن تسرّب الخبر إلى يوسف ابن عمر ، فأمر بنبش القبر وإخراج الجسد الطاهر ، ثمّ أمر بقطع رأسه الشريف فقطع وبعث به إلى الشام ، فلمّا وصل الرأس الشريف إلى الشام كتب هشام إلى واليه على الكوفة : أن مثّل ببدنه واصلبه في كناسة الكوفة.
ففعل والي الكوفة يوسف بن عمر ذلك ، وصلبه في ساحة من ساحات الكوفة حقدا وعدوانا ، وراح الشاعر الأموي يفتخر بهذه الجريمة البشعة ويقول في قصيدة جاء فيها :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة |
|
ولم أر مهديّا على الجذع يصلب! |
فبقي أكثر من أربع سنين مصلوبا ، حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، فكتب إلى عامله بالكوفة : أحرق زيدا بخشبته وأذر رماده.
ففعل وأذرى رماده على شاطئ الفرات! (١).
__________________
(١) وأمّا الرأس الشريف ، فقد بعثه هشام من الشام إلى المدينة ونصب عند قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم . وكان العامل عليها : محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي.