مستندا فيها على
الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة الشريفة التي وصلته عن طريق آبائه الطيبين
والأئمة المعصومين من أهل البيت عليهمالسلام.
وهكذا انتشرت عن طريقه
أصول مذهب الشيعة وعقائدهم الحقّة ، وقد ألّف بعض أصحابه وتلامذته المقرّبين رسائل
في هذا الأمر اشتهرت بالأصول الأربعمائة.
ولم ينحصر علمه في
المسائل الدينية والأحكام الشرعية بل كان بحرا زاخرا في شتى العلوم حتى أنّ جابر
بن حيّان أخذ عنه علم الكيمياء وألّف في ذلك رسائل عديدة تدرّس بعضها إلى يومنا
هذا في الجامعات العلمية.
وبعد ما تسلّط بنو
العباس على الحكم وقويت شوكتهم ، منعوه من نشر العلم وتدريسه ، ودام المنع على
أبنائه الأئمة الطاهرين عليهمالسلام من بعده ، فالفرصة التي أتيحت له في فترة قصيرة ما أتيحت
لأحد من آبائه ولا لأحد من أبنائه الهداة الطيبين.
فلذلك اشتهر هذا
المذهب باسمه وانتسب إليه ، فيقال : مذهب جعفر بن محمد أو المذهب الجعفري.
فالإمام الصادق عليهالسلام كما يعترف أعلامكم وكبار علمائكم هو أفقه وأعلم أهل زمانه ، وكما أشرنا بأنّ
الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الفقه أخذوا عنه وتتلمذوا عنده ، وكل واحد منهم
استفاد من محضره حسب استعداده. وكان عليهالسلام أفضلهم وأزهدهم وأورعهم وأكملهم ومع ذلك ترك أسلافكم
تقليده ومتابعته ، حتى أنّهم أبوا أن يجعلوه في عداد الأئمة الأربعة! لما ذا هذا
الجفاء والبغضاء؟ هل لأنّه من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
ومن عترته الطاهرة
عليهمالسلام؟!