محلا مقدّسا يحضره الناس على مختلف طبقاتهم في كلّ ساعات الليل والنهار ، يشتغلون بالعبادة ويتقرّبون فيه إلى الله تعالى لنيل السعادة ، كهذه الروضات المقدّسة؟!
أمّا مساجدكم فلا تفتح إلاّ أوقات الفرائض ثمّ تغلق أبوابها ، وإنّي شاهدت في بغداد مرقدي الشيخ عبد القادر الجيلاني وأبي حنيفة ، كانت أبوابها مغلقة وما فتحت إلاّ وقت الصلاة ، فحضر بعض أصحاب المهن والأعمال ودكاكين السوق المجاورين وصلّوا مع الإمام الموظّف لمديرية الأوقاف ، ثمّ خرجوا وأغلقت الأبواب.
ولكنّ مرقد الإمامين العسكريّين ـ علي بن محمد الهادي وهو عاشر الأئمّة ، وابنه الحسن الزكي ، وهو الإمام الحادي عشر للشيعة ـ الذي يقع في مدينة سامراء في العراق ، وسكّان هذه المدينة من أهل السنّة والجماعة ، وتوجد جالية شيعية مستضعفة فيها ، وأمّا السّادن وخدّام الروضة المقدّسة فكلهم من السنة الموظفين لمديرية الأوقاف ، وقد يصعب عليهم فتح أبواب الروضة قبل الفجر. ولكن بإلحاح وإصرار من الشيعة والزائرين يفتحون أبوابها قبل الفجر ويدخل الزائرون والمجاورون من كلّ باب ، ويشتغلون بالنوافل والعبادات ، ولا يوجد أحد من أهل السنّة بين تلك الجموع ، حتّى خدّام الروضة والمسئولين عليها ، بعد أن يفتحوا الأبواب ، يذهبون ليناموا.
وإنّي أسأل الله سبحانه أن يوفّقكم لتسافروا إلى العراق لتقارنوا بين مدينتين متقاربتين ـ المسافة بينهما تقل عن العشرة كيلومترات ـ.
إحداهما مدينة الكاظمية ، وهي تضمّ مرقد الإمامين الجوادين الكاظمين عليهما السّلام ـ الإمام السابع موسى بن جعفر ، والإمام التاسع محمد