عملهم السيّئ بسبب حبّهم أو بسبب حديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ الإنسان بطبعه يكون مطيعا لهواه ومجيبا لنفسه الأمّارة كما قال سبحانه وتعالى حكاية عن يوسف الصدّيق : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١).
وأمّا الشيعي هو الذي يعزم على أن يخطو ويسير في الطريق الذي سار فيه الأئمّة الهداة من أهل البيت عليهمالسلام ويلتزم بنهجهم ويعمل برأيهم.
وقد ذكرنا في الليالي السالفة بعض الأحاديث النبوية في حقّهم ، حيث بشّرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجنّة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عليّ! أنت وشيعتك الفائزون بالجنّة» وذكرنا مصادر هذا الحديث الشريف وأمثاله من كتبكم المعتبرة وطرقكم المتواترة ، وبشارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لشيعة عليّ عليهالسلام بالجنّة أمر ثابت لا ينكره إلاّ الجاهل المعاند والمتعصّب الجاحد.
وإنّ إشكالك على حديث «حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيّئة» يردّ على تبشير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شيعة عليّ عليهالسلام بالجنّة أيضا.
لأنّ الشيعي إذا عرف أنّه من أهل الجنّة يرتكب الذنوب ولا يبالي ، فإشكالك على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم موجب للكفر ، وهو مردود بالأدلّة التي أقمناها.
ولبّ الكلام : إنّ الشيعي هو الذي يسير على أثر مسير أهل البيت عليهمالسلام ، فيعمل بما عملوا ، ويجتنب عمّا اجتنبوا ، ولمّا لم يكن معصوما ، ربّما ارتكب ذنبا وعمل إثما ولم يوفّق للتوبة فمات ، فإنّ الله عزّ وجلّ يعفو عن ذنبه ويغفر له كرامة لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وحبّه
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٥٣.