الشيخ عبد السّلام : إنّ الكلام والنقاش حول هذا الموضوع لا يزيد المسلمين إلاّ افتراقا وابتعادا ، لذلك نقول : كيفما كان الأمر فنحن ما كنّا في ذلك اليوم ، وما حضرنا السقيفة حتى نلمس الأمر ونتحسّس الأحداث ، فنجد اليوم أنفسنا أمام أمر واقع ، وقد حصل عليه الإجماع ولو تدريجا ، فلا يجوز لنا أن نخالفه ، بل يجب على كلّ مسلم أن يخضع له ويستسلم للأمر الواقع.
قلت : أمّا نحن فنقول : لا يجوز لأحد من المسلمين أن يعتقد بشيء من غير دليل شرعي ، ويجب على كلّ مسلم أن يتّبع الحقّ لا أنّه يستسلم للأمر الواقع ، فكم من ضلال وباطل قائم في الدنيا ، فهل
__________________
تعالى لهم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) سورة الأحزاب : ٣٣.
وأمّا قولك : «حقدا» فكيف لا يحقد من غصب شيئه ويراه في يد غيره؟!
فقال عمر : أمّا أنت يا ابن عبّاس ، فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به فتزول منزلتك عندي.
قال : وما هو يا أمير المؤمنين؟! أخبرني به ، فإن يك باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقّا فإنّ منزلتي عندك لا تزول به.
قال : بلغني أنّك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منكم حسدا وظلما.
قال : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : «حسدا» فقد حسد إبليس آدم ، فأخرجه من الجنة ، فنحن بنو آدم المحسود.
وأمّا قولك : «ظلما» فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقّ من هو! ثمّ قال : يا أمير المؤمنين! ألم تحتجّ العرب على العجم بحقّ رسول الله واحتجّت قريش على سائر العرب بحقّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنحن أحقّ برسول الله من سائر قريش. «المترجم»