من المسئولين للتحقيق في الموضوع.
وبعد الفحص الكثير ، والتنقيب عن وجود أثر يدلّ على هويّة الشابّ القتيل عثروا على خاتم له كان قد نقش عليه : «العزّة لله ، أحمد ابن موسى» فأذعنوا لمّا رأوا ذلك ـ إضافة إلى ما كانوا قد سمعوه عن تاريخ ذلك المكان ـ أيضا ـ من أخبار الشجاعة الهاشمية التي أبداها أولاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنفسهم في الواقعة الأليمة التي دارت هناك وأدّت أخيرا إلى شهادة أحمد بن موسى عليهالسلام ـ أنّ هذا الجسد هو جسد الأمير السيّد أحمد بن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام.
ولمّا شاهد الناس أنّ الجسد الشريف قد أخرج من تحت الأنقاض وأكوام التراب وذلك بعد أربعمائة عام من تاريخ شهادته وهو على نضارته طريّا لم يتغيّر ، عرفوا أنّ صاحبه ولىّ من أولياء الله تعالى ، وأيقنوا بحقانية التشيّع مذهب أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ إنّه كان من أولاد الرسول وعلى مذهب أهل البيت الذي استشهد في سبيله ومن أجله ، فتشيّع على أثر ذلك كثير من أهل شيراز.
ثمّ أمر مسعود بن بدر الدين ، أن يدفنوا الجسد الطاهر في نفس المكان الذي عثروا عليه فيه ، بعد أن حفروا له قبرا وصلّوا عليه ، ودفنوه في قبره مجلّلا محترما بحضور العلماء وأعيان شيراز ، كما وأمر أن يشيّدوا على مرقده عمارة عالية ذات رحبة واسعة لتكون مأوى للزائرين والوافدين وبقيت كذلك حتّى توفّي الملك مظفّر الدين سنة ٦٥٨ ه ق.
وفي عام ٧٥٠ ه ق لمّا آلت السلطة على بلاد فارس إلى الملك إسحاق بن محمود شاه ودخل مدينة شيراز ، كانت أمّه معه ، وهي