فلو كان كبر السنّ ملحوظا في المنصوب للخلافة ، فقد كان في المسلمين والصحابة من هو أكبر سنّا من أبي بكر ، حتّى إن والده أبا قحافة كان حيّا في ذلك اليوم ، فلم أخّروه وقدّموا ابنه؟!! (١).
الحافظ : إنّ الملحوظ عندنا كبر السنّ مع السابقة في الإسلام.
وقد كان أبو بكر شيخا محنّكا في الأمور ، ذا سابقة حسنة ، وكان مقدّرا ومحبوبا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا يقدّم عليه عليّ كرم الله وجهه وهو حديث السن غير محنّك في الأمور.
قلت : إن كان كذلك فلما ذا قدّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام عليه في كثير من الأمور والقضايا؟!
منها : في غزوة تبوك ، حينما عزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرج مع المسلمين إلى تبوك وكان يخشى تحرّك المنافقين في المدينة وتخريبهم ،
__________________
وجهه] : يا ابن عمّ! إنّك حديث السنّ ، وهؤلاء مشيخة قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالا واستطلاعا ، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر ، فإنّك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وحقيق ، في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك ...
فأنظر أيّها القارئ الكريم كيف يعترف للإمام عليّ عليهالسلام بفضله في الدين والعلم والفهم والسابقة والنسب والحسب ، ولكن لأنّه حديث السنّ يؤخّر عن مقامه!!
«المترجم»
(١) شرح ابن أبي الحديد ١ / ٢٢٢ ، قال : قيل لأبي قحافة يوم ولي الأمر ابنه : قد ولي ابنك الخلافة. فقرأ : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) ثمّ قال : لم ولّوه؟ قالوا : لسنّه! قال : أنا أسنّ منه!! «المترجم»