فخرج فأعلمه الخبر ، فمضيا مسرعين نحوهم ومعهما أبو عبيدة ... إلى آخر الخبر (١).
__________________
(١) وروى ابن أبي الحديد في الجزء ٦ / ٤٣ من شرح نهج البلاغة : عن أبي بكر الجوهري ، قال : سمعت عمر بن شبّة يحدّث رجلا ، قال : مرّ المغيرة بن شعبه بأبي بكر وعمر ، وهما جالسان على باب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قبض ، فقال : ما يقعدكما؟
قالا : ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه ـ يعينان عليّا ـ.
فقال : أتريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت؟! وسّعوها في قريش تتّسع.
قال : فقاما إلى سقيفة بني ساعدة.
انظر أيّها القارئ الكريم ، كيف ترك الشيخان أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالبيعة لعليّ وأخذا بكلام المغيرة ، وقد كافأه عمر إذ ولاّه البصرة في خلافته ، فزنى فيها بامرأة يقال لها أمّ جميل ، وشهد عليه أربعة شهداء ولكن عمر درأ عنه الحدّ.
وتجد تفصيل الواقعة في شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٢٢٧ ـ ٢٣٩ ، وهو بعد ما يروي الخبر من تاريخ الطبري ومن كتاب الأغاني ـ لأبي الفرج الأصفهاني ـ يستنتج فيقول في صفحة ٢٣٩ : فهذه الأخبار كما تراها تدلّ متأمّلها على أنّ الرجل ـ المغيرة ـ زنى بالمرأة لا محالة.
وكلّ كتب التواريخ والسّير تشهد بذلك وإنّما اقتصرنا نحن منها على هذين الكتابين.
قال : وقد روى المدائني ، أنّ المغيرة كان أزنى الناس في الجاهلية ، فلمّا دخل في الإسلام قيّده الإسلام ، وبقيت عنده منه بقيّة ظهرت في أيّام ولايته البصرة.
أقول : والمغيرة هو الذي أشار على أبي بكر وعمر فقال : الرأي أن تلقوا العبّاس فتجعلوا له ولولده في هذه الإمرة نصيبا ؛ ليقطعوا بذلك ناحية عليّ بن أبي طالب ... إلى آخر الخبر الذي ذكرته في ما علّقته قبل هذا التعليق فراجع.
وحسب مطالعاتي لأخبار السقيفة ، أرى أنّ المغيرة كان أحد المتآمرين في أمر