بها ، وإلاّ فإنّي أقول لكم بصراحة : إنّ هذه المحاورات والمناظرات قد انتشرت في الصحف والمجلاّت ، وأوقعت الشكّ والترديد في نفوس أكثر أهل السنّة والجماعة ، في هذا البلد.
فإذا لم تظهروا الحقّ ، ولم تعلنوا الحقيقة التي يريدها الله تعالى من عباده ، فإنّكم مسئولون أمام الله سبحانه وأمام صاحب الشريعة المقدّسة ، النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم .
على أثر هذا الكلام امتقع لون الحافظ وتغيّر وجهه ، وقد ظهر أثر الفشل والخجل على وجوه علماء القوم ، فكان الحافظ ينظر إليّ تارة وينظر إلى الأرض اخرى ، ثمّ توجّه إلى النوّاب قائلا :
أرجو أن تراعوا جانب الضيف الكريم فإنّه كان يريد السفر إلى خراسان لزيارة علي بن موسى الرضا ، ولكنّه تفضّل علينا بتأخير سفره ، فلا يجوز لنا أن نأخّره أكثر من هذا.
قلت : إنّني أشكر ألطافكم وأحساسكم ، صحيح أنّي كنت عازما على السفر والزيارة ، وأخّرت سفري لأجلكم ، ولكنّي فرحت بتأخير سفري ، إذ عملت بواجبي ، وخدمت الدين والمجتمع في كشف الحقيقة وإثبات الحقّ من خلال مناظراتي وحواري معكم ، وفي حضور هؤلاء الطيّبين الكرام ، فعرفوا الحقّ أحسن من ذي قبل.
وإنّني مستعدّ لأبقى معكم وأستفيد من مجالستكم سنة أو أكثر حتّى ينكشف الحقّ.
ولكنّي خجل من مضيّفي الكريم الاستاذ الميرزا يعقوب علي خان ، فقد أتعبته في هذه المدّة كثيرا.
وإذا بالميرزا يعقوب علي خان وإخوانه ـ ذو الفقار علي خان ،