مقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لم يكن في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
فظاهر الآية يثبت مقام الولاية لعليّ عليهالسلام من حين نزولها ، واستمرار المقام بدليل الجملة الاسمية ، وأنّ «الوليّ» صفة مشبّهة ، وهذان دليلان على ثبات ودوام مقام الولاية.
ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل عليّا عليهالسلام خليفته في المدينة حين خرج منها إلى تبوك ، ولم يعزله بعد ذلك إلى أن توفّي صلىاللهعليهوآلهوسلم .
ويؤيّده حديث المنزلة ، فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كرّره في مناسبات كثيرة ، قائلا : عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى. أو يخاطبه في الملأ : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.
وقد ذكرنا لكم بعض مصادره في الليالي الماضية.
وهذا دليل آخر على أنّ عليّا عليهالسلام كان خليفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في غيابه لما كان حيّا واستمرت خلافته للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد حياته أيضا.
الشيخ عبد السّلام : لو تعمّقتم في شأن نزول الآية كما تقولون وفكّرتم فيه ، لعدلتم عن رأيكم ؛ لأنّه لا يعدّ منقبة لسيّدنا عليّ ، بل يعدّ نقصا له كرّم الله وجهه ، وهو أجلّ من ذلك.
قلت :
أوّلا : لا يحقّ لأحد بلغ ما بلغ من العلم ، أن يغيّر ويبدّل شأن نزول آيات القرآن الحكيم ، سواء ثبتت بها منقبة أو منقصة لأيّ شخص كان ، فإنّ شأن النزول يتبع الواقع وليس بأمر اجتهادي ، ولا يدخل فيه رأي هذا وذاك ، ولا يتصرّف أحد في شأن نزول الآيات إلاّ شقيّ عديم الدين والإيمان ، يتّبع هواه ولا يطيع الله عزّ وجلّ ، مثل البكريّين في هذا الشأن ، فإنّهم اتّبعوا قول عكرمة الكذّاب وقالوا : إنّها نزلت