عبد الله بن مسعود ، وهو الحافظ لكتاب الله ، والكاتب الضابط للقرآن الكريم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان يحظى عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعند الشيخين باحترام وافر.
وذكر ابن خلدون في تاريخه أنّ عمر بن الخطّاب في أيّام خلافته وحكومته كان يقرّب عبد الله بن مسعود ولا يفارقه أبدا ، لأنّه كان ذا اطّلاع كامل على القرآن ، وقد روى المحدّثون أحاديث كثيرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّه ، ذكرها ابن أبي الحديد أيضا في شرح النهج.
وذكر المؤرّخون : أنّ عثمان لمّا أراد أن يجمع المصاحف أمر بأخذ النسخ الموجودة عند الأصحاب ، ومنها النسخة التي كانت عند عبد الله ابن مسعود ، إذ كان من كتّاب الوحي ومحلّ ثقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّ ابن مسعود أبا أن يعطيه نسخته ، فذهب عثمان بنفسه إلى بيت ابن مسعود وأخذ نسخته قهرا ، فلمّا سمع ابن مسعود أنّ نسخته احرقت مع سائر النسخ ، حزن حزنا شديدا وكان حينذاك بالكوفة ، فبدأ يطعن في عثمان ، ويكشف الستّار عن أعماله المخالفة لسنّة النبيّ والقرآن وسيرة الشيخين.
وكان الجواسيس يخبرون الوليد بن عقبة والي الكوفة ، فكتب فيه الوليد إلى عثمان ، فأمره أن يبعثه إلى المدينة.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٤٣ ـ عن الواقدي وغيره ـ : إنّ ابن مسعود دخل المدينة ليلة الجمعة ، فلمّا علم عثمان بدخوله قال : أيّها الناس ، إنّه قد طرقكم الليلة دويبة ، من تمشي على طعامه يقيء ويسلح.
فقال ابن مسعود : لست بدويبة ، ولكنّي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم