قال : الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أميّة ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى فيما يراه النائم أنّ عددا من القردة تنزو على منبره وتدخل محرابه ، فلمّا استيقظ من نومه نزل عليه جبرئيل وأخبره : أنّ القردة التي رأيتها في رؤياك إنّما هي بنو اميّة ، وهم يغصبون الخلافة والمحراب والمنبر طيلة ألف شهر (١).
وأمّا الفخر الرازي فيروي في تفسيره عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يسمّي من بني اميّة الحكم بن أبي العاص ويخصّه باللعن.
وأمّا الجهة الخاصّة في لعنهما ، فالروايات من الفريقين كثيرة :
أمّا روايات الشيعة فلا أذكرها ، وأكتفي بذكر ما نقله كبار علمائكم ومحدّثيكم ، منهم : الحاكم النيسابوري في المستدرك ٤ / ٤٨٧ ، وابن حجر الهيتمي المكّي في «الصواعق» قال : وصحّحه الحاكم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي من أمّتي قتلا وتشريدا ، وإنّ أشدّ
__________________
(١) قال ابن أبي الحديد فى شرح النهج ٩ / ٢٢٠ ط دار إحياء التراث العربي ، قال في تفسير قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ...) فإنّ المفسّرين قالوا : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرؤيا بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة ـ هذا لفظ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي فسّر لهم الآية ـ فساءه ذلك ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «الشجرة الملعونة ، بنو اميّة وبنو المغيرة».
ونحوه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتّخذوا مال الله دولا ، وعباده خولا».
وورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذمّهم الكثير المشهور ، نحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «أبغض الأسماء إلى الله : الحكم وهشام والوليد».
وفي خبر آخر : «اسمان يبغضهما الله : مروان والمغيرة ...»
هذا ما أردنا نقله من ابن أبي الحديد.
«المترجم»