والصحابة هم أيضا يحبّهم الله ويحبّونه ولكن غير معنيّين ، أمّا عليّ عليهالسلام فهو معنيّ بهذه الفضيلة كما قال ذلك كثير من الأعلام ، منهم :
العلاّمة الكنجي الشافعي في الباب السابع من كتابه «كفاية الطالب» روى بإسناده عن ابن عبّاس ، أنّه قال : كنت أنا وأبي ـ العبّاس ـ جالسين عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ دخل عليّ بن أبي طالب ، وسلّم ، فردّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبش وقام إليه واعتنقه ، وقبّل بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه ؛ فقال العبّاس : أتحبّ هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «يا عمّ رسول الله! والله ، الله أشدّ حبّا له منّي».
وروى في الباب الثالث والثلاثين ؛ بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : اهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طائر وكان يعجبه أكله ، فقال : اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر.
فجاء عليّ بن أبي طالب.
فقال : استأذن على رسول الله.
قال : قلت : ما عليه إذن.
وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار.
فذهب ثمّ رجع فقال : استأذن لي عليه.
فسمع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلامه ، فقال «ادخل يا عليّ ؛ ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ وإليّ ، اللهمّ وإليّ ـ» أي هو أحبّ الخلق إليّ أيضا ـ.
وذكرنا لكم في المجالس الماضية مصادر هذا الخبر الذي تلقّاه العلماء كلّهم بالصحّة والقبول ، وهو دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، على أنّ عليّا عليهالسلام أحبّ الخلق إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم .