فأذعنوا واعتقدوا أنّ مصداق (وَالَّذِينَ مَعَهُ) هو سيّدنا ومولانا عليّ عليهالسلام الذي كان من أوّل عمره ، ومن أوّل البعثة مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يدعه في الملمّات ، وما تركه في الهجمات والطامّات ، بل كان ناصره وحاميه ، يقيه بنفسه ، ويدافع عنه بسيفه ، ويفديه بروحه.
حتّى إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فارقت روحه الدنيا ورأسه في حجر الإمام عليّ عليهالسلام كما قال في خطبة له في «نهج البلاغة» :
ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّي لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعة قطّ ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وتتأخّر الأقدام ، نجدة أكرمني الله بها.
ولقد قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّ رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفّي فأمررتها على وجهي ، ولقد ولّيت غسله والملائكة أعواني ... حتّى واريناه في ضريحه ، فمن ذا أحقّ به منّي حيّا وميّتا؟!
ولمّا وصلنا إلى نهاية خطبة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام صار وقت صلاة العشاء ... فقطعنا كلامنا .. وبعد ما أدّوا الصلاة شربوا الشاي وتناولوا الفواكه والحلوى ، ولمّا انتهوا بدأت أنا بالكلام فقلت : لقائل أن يقول : إذا كان علي عليهالسلام مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلّ مواقفه ، فلما ذا لم يرافقه في الهجرة من مكّة إلى المدينة؟!
أقول : لأنّ عليا عليهالسلام قام في مكّة بأعمال مهمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قد ألقاها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على عاتقه وأمره أن ينفّذها ، لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يعتمد على أحد يقوم مقامه ويقضي مهامّه غير الإمام عليّ عليهالسلام ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كما نعلم ـ كان أمين أهل مكّة ، حتّى إنّ الكفار والمشركين كانوا يستودعون عنده أموالهم ولا يعتمدون على غيره في استيداع