أنسبكم إلى اللجاج
والعناد والتعصّب ، ولكن أقول : إنّكم تفوّهتم من غير تفكّر ، وتكلّمتم من غير
تدبّر ، تبعا لأسلافكم الّذين قلّدوا بني أميّة وتبعوا الناصبين العداء للعترة
الهادية!
والآن ، لكي يتّضح
لكم الأمر ، أجيبوا على سؤالي :
هل إنّ عليا عليهالسلام حين آمن صبيا ، كان إيمانه بدعوة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أم من عند نفسه؟!
الحافظ : أوّلا :
لما ذا تنزعجون من طرح الشبهة وتتضجّرون من إيراد الإشكال ، فإذا لم نطرح ما يختلج
في صدورنا من الشبهات ، ولا نستشكل على كلامكم ، فلن يصدق على مجلسنا اسم الحوار
والمناظرة ؛ فقد اجتمعنا هنا لنعرف الحقّ ، وهذا يقتضي أن نطرح كلّ ما يكون في
أذهاننا من الشبهات والإشكالات حول مذهبكم وعقائدكم ؛ فإن دفعتم الشبهات ورفعتم الإشكالات
وأوضحتم الحقّ ، يلزم علينا أن نصدّقكم ونعتنق مذهبكم ، وإذا لم تتمكّنوا من ذلك
فيلزم عليكم تصديق مذهبنا وترك مذهبكم.
ثانيا : وأما جواب
سؤالكم ، أقول : من الواضح أنّ عليّا كرم الله وجهه إنّما آمن بدعوة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا من عند نفسه.
قلت : هل إنّ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين دعا عليّا عليهالسلام إلى الإيمان كان يعلم أن لا تكليف على الطفل الذي لم يبلغ
الحلم أم لا؟!
إذا قلتم : ما كان
يعلم! فقد نسبتم الجهل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك لا يجوز ؛ لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
مدينة العلم ، ولا
يخفى عليه شيء من الأحكام.
وإذا قلتم : إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعلم أن لا تكليف على الطفل ومع ذلك دعا عليا عليهالسلام وهو صبيّ إلى الإيمان بالله والإيمان برسالته ، فيلزم من