وقال ابن الصبّاغ المالكي بعد نقله للرواية : فلم يزل عليّ عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى بعث الله عزّ وجلّ محمّدا نبيّا ، فاتّبعه عليّ عليهالسلام وآمن به وصدّقه ، وكان إذ ذاك في السنة الثالثة عشر من عمره لم يبلغ الحلم ، وإنّه أوّل من أسلم وآمن برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الذكور.
__________________
وهذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة ، وهذا مثله.
وهذا غير محبّب إليه شيء من الأمور العاجلة إلاّ النساء ، وهذا مثله.
وهذا ابن عبد المطّلب بن هاشم وهذا في قعدده ، وأبواهما أخوان لأب وأمّ ، دون غيرهما من بني عبد المطّلب ، وربّي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجر والد هذا ، وهذا أبو طالب ، فكان جاريا عنده مجرى أحد أولاده.
ثمّ لمّا شبّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبر استخلصه من بني أبي طالب وهو غلام ، فربّاه في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به.
فامتزج الخلقان ، وتماثلت السجيتان ، وإذا كان القرين مقتديا بالقرين ، فما ظنّك بالتربية والتثقيف الدائر الطويل؟!
فواجب أن تكون أخلاق محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كأخلاق أبي طالب ، وتكون أخلاق عليّ عليهالسلام كأخلاق أبي طالب أبيه ، ومحمّد عليهالسلام مربّيه ، وأن يكون الكلّ شيمة واحدة وسوسا ـ أي أصلا ـ واحدا ، وطينة مشتركة ونفسا غير منقسمة ولا متجزّئة ، وألاّ يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل ، لو لا أنّ الله تعالى اختصّ محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم برسالته. واصطفاه لوحيه ، لما يعلمه من مصالح البريّة في ذلك ، ومن أنّ اللّطف به أكمل ، والنفع بمكانه أتمّ وأعمّ ، فامتاز رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك عمّن سواه ، وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتّحاد ، فقال له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.
فأبان نفسه منه بالنبوّة وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما. «المترجم»