فمع هذه الأخبار المتضافرة والروايات المعتبرة الجمّة التي رواها كبار علمائكم ومحدّثيكم ، نحن لا نحتاج لوضع الأحاديث وجعل الأخبار في شأن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وإثبات فضله وجلالته وخلافته.
فإنّ رفعة مقامه وسموّ شأنه وعلوّ قدره يلوح للمنصفين في سماء العلم والمعرفة ، كشمس الضحى في وسط السماء ، لا ينكرها إلاّ فاقدو البصر أو السفهاء.
وكما ينسب إلى الإمام محمّد بن إدريس الشافعي ـ أو غيره من الأعلام ـ أنّه حين سئل عن فضل الإمام عليّ عليهالسلام قال : ما أقول في رجل ، أخفى أعداؤه فضائله بغضا وحسدا ، وأخفى محبّوه فضائله خوفا ورهبا ، وهو بين ذين وذين قد ملأت فضائله الخافقين (١).
وأمّا حول الآية الكريمة ، فإنّي كلّ ما أقوله فهو من كتبكم وأقوال علمائكم ، كما إنّي إلى الآن ما تمسّكت بأقوال الشيعة في محاوراتي معكم ، ولا أحتاج أن أتمسّك بها في محاوراتي الآتية أيضا إنشاء الله تعالى.
وأمّا تطبيق الآية الكريمة : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...) على مولانا وسيّدنا الإمام عليّ عليهالسلام ، فهو ليس قولي فحسب ، بل أذكر جيّدا أنّ العلاّمة محمّد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي ، في
__________________
(١) وفيه يقول الشاعر :
لقد كتموا آثار آل محمّد |
|
محبّوهم خوفا وأعداؤهم بغضا |
فأبرز من بين الفريقين نبذة |
|
بها ملأ الله السموات والأرضا |
والقول أعلاه لأحمد بن حنبل لا للشافعي! «المترجم»