لكثرتهم ، فقد ذكروا في كتبهم بطرق مختلفة عن : أسماء بنت عميس وغيرها من الصحابة ، ورووا عن ابن عبّاس ـ حبر الامّة ـ ، أنّه قال :
أخذ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بيدي وبيد عليّ ابن أبي طالب ، فصلّى أربع ركعات ، ثمّ رفع يده نحو السماء وقال : اللهمّ سألك موسى بن عمران ، وأنا محمد أسألك : أن تشرح لي صدري ، وتيسّر لي أمري ، وتحلّ عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري.
فقال ابن عبّاس : سمعت صوتا يقول : يا أحمد! قد اوتيت ما سألت.
وقال ابن عبّاس : فأخذ النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بيد عليّ ورفعها نحو السماء وقال : يا علي! ارفع يدك واسأل ربّك ليعطيك شيئا.
فرفع عليّ يده وقال : اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودّا.
فنزل جبرئيل بالآية الكريمة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (١).
فتعجّب الأصحاب من هذا الموضوع ، فقال النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : ممّا تعجبون؟! إنّ القرآن أربعة أرباع ، فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع حلال ، وربع حرام ، وربع فرائض وأحكام ، والله أنزل في عليّ عليهالسلام كرائم القرآن.
__________________
(١) سورة مريم ، الآية ٩٦.