ونظراءهم ، فيشبع بطونهم بألوان الطعام ، ويغريهم بالأموال والحطام ، ويأمرهم بنقل الروايات المجعولة والأخبار المعلولة لأهل الشام ، وكان المناوئون البكريّون والعمريّون والعثمانيّون ينشرون تلك الأباطيل والأكاذيب بين الأنام.
ولكن ظهر أمام هؤلاء المفترين الوضّاعين ، جماعة من علمائكم المحقّقين ، وفضحوا بعض تلك الأخبار المجعولة وكشفوا الستار عنها.
منهم : العلاّمة الكبير والعالم النحرير ، ابن أبي الحديد ، قال : فلمّا رأت البكرية ما صنعت الشيعة ، وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث ، نحو : «لو كنت متّخذا خليلا» فإنّهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء ، ونحو «سدّ الأبواب» فإنّه كان لعليّ عليهالسلام فقلبته البكرية إلى أبي بكر ... (١).
والعجب منك أيّها الحافظ إذ تنقل هذا الخبر المجعول لأصحابك وتترك الخبر الصحيح المتواتر والمجمع عليه ، وقد أثبته كبار علمائكم وأصحاب الصحاح كلّهم رووا : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بسدّ جميع الأبواب التي كانت تنفتح على مسجده إلاّ باب بيته وباب بيت الإمام علي عليهالسلام.
النوّاب : لقد صار هذا الخبر موضع اختلاف ، فالحافظ يقول : إنّه من مناقب أبي بكر (رض) ، وأنتم تقولون : إنّه من فضائل سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه ومن خصائصه دون الصحابة ، فهل عندكم مدارك وأسناد معتبرة عندنا أي : تكون من كتبنا المشهورة؟!
قلت : نعم.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ٤٩ ط دار إحياء التراث العربي.