ليت شعري هل زيارة القبور عبادة الأموات أم عبادة الأموات هي اعتقادكم بأنّ كلّ من لم يتّبع الأئمّة الأربعة في الأحكام الشرعية ، ولم يلتزم برأي الأشعري أو المعتزلي في اصول الدين ، فهو غير مسلم ، يجوز قتله ونهب ماله وسبي حريمه حتّى إذا كان يتبع أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته الهادية عليهمالسلام؟!!
مع العلم أنّ أئمّة المذاهب الأربعة ، وأبا الحسن الأشعري والمعتزلي ، ما كانوا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يدركوا صحبته ، فبأيّ دليل تحصرون الإسلام في رأي هؤلاء الستّة؟! أليس هذا العمل منكم بدعة في الدين؟!
الحافظ : لقد ثبت عندنا أنّ الأئمّة الأربعة حازوا درجة الاجتهاد وتوصّلوا إلى الفقه وإبداء الرأي في الأحكام ، وكانوا على زهد وعدالة وتقوى. فلزم علينا وعلى جميع المسلمين متابعتهم والأخذ بقولهم.
قلت : إنّ الامور التي ذكرتها لا تصير سببا لانحصار الدين في أقوالهم وآرائهم وإلزام المسلمين بالأخذ منهم فقط إلى يوم القيامة ، لأنّ هذه الصفات متوفّرة في علماء وفقهاء آخرين منكم أيضا.
ولو قلتم بانحصار هذه الصفات في الأئمّة الأربعة فقد أسأتم الظنّ في سائر علمائكم الأعلام ، بل أهنتموهم وهتكتم حرمتهم ولا سيّما أصحاب الصحاح منهم!!
ثمّ إنّ إلزام المسلمين وإجبارهم على أيّ شيء يجب أن يكون مستندا إلى نصّ من القرآن الحكيم أو حديث النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنتم تجبرون المسلمين وتلزمونهم على أخذ أحكام دينهم من أحد الأئمّة الأربعة من غير استناد إلى الله ورسوله ، فعملكم هذا لا يكون إلاّ تحكّما وزورا.