ولا يسمح لي الوقت لأن أذكر أكثر ممّا ذكرت ، وفيه كفاية لمن أراد الهداية والابتعاد عن الغواية.
فالإمام الحسين بن عليّ عليهمالسلام حقّه كثير وفضله كبير على الإسلام والإنسانية ، فقد جاهد وكافح مثل هذا الظالم الفاجر ، وفضحه في العالم ، وأنقذ الدين من براثن كفر يزيد وحزبه الظالمين الفاسقين المنافقين.
وإنّي أتأسّف لما يصدر منكم ، فبدلا من أن تقدّروا هذا الجهاد العظيم للحسين السبط ، وتقدّروا تضحياته القيّمة وتفانيه في سبيل الله سبحانه ، فتأبّنوه في كلّ عام وتحيوا يوم عاشوراء بتشكيل المجالس والمحافل ، وتقرءوا على المسلمين تاريخه المبارك ، وتلقوا على الناس خطبه وكلماته التي يبيّن فيها أسباب نهضته المقدّسة وأهدافه السامية ، ويفضح فيها يزيد وبني اميّة وحزبهم.
وبدل أن تذهبوا إلى زيارة مرقده الشريف وتقفوا أمامه وقفة إجلال وإكرام واحترام ، فتستلهموا منه الإيمان واليقين ، وتتعلّموا منه التضحية والتفاني في سبيل الدين.
بدل كلّ ذلك ، تعارضون الملايين من شيعته ومحبّيه الّذين يؤدّون له الاحترام ويقدّرون نهضته المباركة وجهاده العظيم ، وينظرون إليه نظرة إكبار وإجلال ، ويبكون ويحزنون لما أصابه من أعدائه الظالمين ، ويزورون مرقده المقدّس بلهفة وخشوع.
وإنّكم ترمونهم بالكفر والشرك ، وتعبّرون عن زيارة تلك المراقد المشرّفة بعبادة الأموات!!