وأخذوا منه بلا واسطة؟!
الحافظ : لم يدّع أحد بأنّ الأئمّة الأربعة أو أحدهم أدرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتشرّف بصحبته وسمع حديثه.
قلت : وهل ينكر أحد صحبة الإمام علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واستماع حديثه الشريف ، حتى أصبح باب علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
الحافظ : لا ينكر أحد ذلك ، بل كان عليّ رضياللهعنه ، من كبار الصحابة ، وفي بعض الجهات كان أفضلهم.
قلت : على هذه القاعدة لو اعتقدنا بأنّ متابعة الإمام علي عليهالسلام والأخذ منه في المسائل الفقهية واجب لما قاله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّه : ان من أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، وهو باب علمي ، ومن أراد أن يأخذ من علمي فليأت الباب.
فهل هذا الاعتقاد كفر؟! أم الذي خالف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد كفر؟! لقوله سبحانه وتعالى : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (١)!
وإذا قلنا : ان من لم يعتقد بما قاله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في علي بن أبي طالب والأئمة من ولده الذين جعلهم عدل القرآن الحكيم في حديث الثقلين وألزم متابعتهم والتوسل بهم في حديث السفينة وهما حديثان مقبولان عندكم أيضا كما ذكرنا مصادركم فيهما.
فلو قلنا : بأنّ من خالف عترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الطاهرين فقد تمرّد على الله ورسوله وخرج من الدين ، ما قلنا شططا ، وما ذهبنا غلطا ، بدليل الحديثين الشريفين ، السفينة والثقلين ، وأدلّة عقلية ونقلية اخرى.
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية ٧.