سفك دمائهم ونهب أموالهم ، فليس لهم حرّيّة العقيدة واختيار المذهب في البلاد السنّية ، حتّى أنّهم يضطرّون لأن يعيشوا بينكم في خوف وتقيّة مخافة أن يقتلوا بيد جهّالكم الغافلين أو عتاتكم المعاندين!!
فكم من عالم ورع وفقيه متّقي قتل شهيدا بفتوى بعض علمائكم ، كما أنّ كثيرا من علمائكم يصرّحون بلعن الشيعة في كتبهم.
ولكن لا يوجد شيعي واحد ، حتّى من العوام الجاهلين ، يحلّ سفك دم سنّي أو يجوّز لعنه لأنّه سنّي.
الحافظ : إنّك تريد إثارة العواطف والإحساسات بهذا الكلام ، فأيّ عالم من الشيعة قتل بفتوى علمائنا؟!
وأيّ عالم منّا يلعن الشيعة؟!
قلت : لا أريد أن أبيّن هذا الموضوع بالتفصيل لأنّه يحتاج إلى وقت طويل فيستغرق منّا ساعات عديدة ومجالس مديدة ، ولكن أنقل لكم قليلا من كثير ممّا سجّله التاريخ ، ليتّضح لكم الأمر وتعرفوا ما جهلتموه!
فلو تصفّحتم كتب بعض علمائكم الكبار الّذين اشتهروا بالتعصّب ضدّ الشيعة الأخيار ، لوجدتم تصريحاتهم بلعن الشيعة المؤمنين بالإصرار والتكرار!
منهم : الإمام الفخر الرازي في تفسيره المشهور ، فكأنّه كان مترصّدا ليجد مجالا حتّى يصبّ جام غضبه ولعنه على شيعة آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنجده عند آية الولاية (١) وآية إكمال الدين (٢) وغيرهما
__________________
(١) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) سورة المائدة ، الآية ٥٥.
(٢) (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) سورة المائدة ، الآية ٣.