يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، من تمسّك بهما فقد نجا ، ومن تخلّف عنهما فقد هلك. وفي بعضها : ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبدا.
فبهذا المستند الحكيم والدليل القويم لا بدّ لنا أن نتمسّك بالقرآن الكريم وبأهل البيت عليهمالسلام.
الشيخ عبد السّلام : إنّ صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبد الله القرشي التيمي الطلحي روى بسنده عن أبي هريرة أنّ النبيّ قال : إنّي قد خلّفت فيكم ثنتين : كتاب الله وسنّتي ... إلى آخره.
قلت : أيؤخذ بخبر فرد طالح ضعيف مردود عند أصحاب الجرح والتعديل والّذين كتبوا في أحوال الرجال والرواة ، مثل : الذهبي ويحيى والإمام النسائي والبخاري وابن عديّ ، وغيرهم ، الّذين ردّوه ولم يعتمدوا رواياته ، أيؤخذ بقول هذا ويترك قول هذا الجمع الغفير والجمهور الكثير من علمائكم المشاهير؟! وهم رووا بأسنادهم كما مرّ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كتاب الله وعترتي ، ولم يقل : «وسنّتي».
هذا من باب النقل.
وأمّا العقل : فلأنّ السنّة النبوية والأحاديث المرويّة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا بحاجة إلى من يبيّنها ويفسّرها كالكتاب الحكيم ، فلذا قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وعترتي ... لأنّ العترة هم الّذين يبيّنون للأمّة ما تشابه من الكتاب ، ويوضّحون الحديث والسنّة الشريفة ، لأنّهم أهل بيت الوحي ، وأهل بيت النبوّة ، وأهل البيت أدرى بما في البيت.