أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا (١).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : اتّقوا الشرك الأصغر. فقالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال : الرياء والسمعة (٢).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفيّ ، فإنّ الشرك أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء (٣) ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من صلّى أو صام أو تصدّق أو حجّ للرياء فقد أشرك بالله.
فالواجب في الصلاة وغيرها من العبادات أن تكون النية فيها خالصة لوجه الله وقربة إلى الله وحده ، بأن يتوجّه الإنسان في حين عمله العبادي إلى ربّه عزّ وجلّ ، ويتكلّم معه وحده ، ويركّز ذهنه ، ويوجّه قلبه إلى الذات الموصوفة بالصفات التي ذكرناها ، وذلك هو الله لا إله إلاّ هو.
وأكتفي بهذا المقدار ، وأظنّ بأنّ الحقّ قد انكشف للحاضرين المحترمين ، بالخصوص المشايخ والعلماء في المجلس ، فأرجو أن لا ينسبوا الشرك إلى الشيعة بعد هذا ، ولا يموّهوا الحقيقة على العوام.
تبسّم الشيخ عبد السلام ضاحكا وقال : وهل بقي عندكم شيء في هذا المضمار ، فاكتفيتم بهذا المقدار؟! فالرجاء إن بقي عندكم شيء في الموضوع فبيّنوه للحاضرين.
قلت : هناك قسم آخر جعلوه من أقسام الشرك ، ولكنّه مغفور ، وهو :
__________________
(١) لاحظ تفسير العياشي ، الآية الاخيرة من سورة الكهف.
(٢) منية المريد ، عنه بحار الانوار : ج ٧٢ ص ٢٦٦.
(٣) راجع بحار الانوار : ج ٧٣ ص ٣٥٩ ، وتحف العقول في كلمات الإمام الباقر عليهالسلام.