وحتّى في القطارات والمطارات وغيرها ، نجد التمييز العنصري ظاهر ، وقانونه الجائر حاكم ونافذ في الدول التي تدّعي التمدّن والالتزام بحقوق الإنسان!
وأشدّ مظاهر التمييز العنصري اليوم هو في أمريكا ، وهي تزعم سيادة العالم والدّفاع عن حقوق البشر وحرّيّة الإنسان في كلّ الأقطار والأمصار ، ولكنّها تعامل السود الّذين يشكلون نسبة عظيمة من الشعب الأمريكي كالحيوان ، بل يفضّلون عليهم بعض الحيوانات ، فالسود في أمريكا محرومون من حقوقهم الاجتماعية والإنسانية التي منحها الله تعالى لكلّ البشر على حدّ سواء.
ولكنّ الإسلام العظيم وقائده الكريم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام ، ألغى النزعات القومية والتفرقة العنصرية ، وحاربها كما حارب الكفر والشرك ، وعبّر عنها بالنخوة والعادات الجاهلية.
ثمّ إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم احتضن بلال الحبشي وصهيب الرومي بالتكريم والمحبة ، كما احتضن أبا ذرّ وعمّار وسلمان ، وقال في كلّ واحد منهم ، ما بيّن فيه مكانته وقربه عند الله سبحانه وتعالى.
وعيّن بلال الحبشي ـ الأسود ـ مؤذّنا في مسجده ، وهو مقام رفيع في الاسلام ، فإنّ المؤذن : داعي الله ومناديه في عباده المؤمنين.
وقد جعل الله عزّ وجلّ التقوى معيارا في التكريم والتفضيل ، فقال عزّ من قائل : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (١).
وأنا ـ بعيدا عن النزعات القومية والتعصّبات الجاهلية ـ الزم نفسي بالدفاع عن الحقّ وإن كان أكثر أهله من غير قومي ، واحارب الباطل
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية ١٣.