بعمامته (ص) ، فجلس على المنبر فكشف عن بطنه وقال «سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنّما بين الجوانح مني علم جمّ هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) ، هذا ما زقّني رسول الله زقّا زقّا ، فو الله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقولان ، صدق عليّ قد أفتاكم بما انزل فيّ وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون».
وكذلك أخرج شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، ومؤيد الدين الخوارزمي في المناقب ، بأنّ عليا عليهالسلام قال فوق المنبر : «سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلاّ حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو نهار ، في مقام أو مسير في سهل أم في جبل ، وفي من نزلت في مؤمن أو منافق وما عنى الله بها ، أم عام أم خاص.
فقام ابن الكوّاء ـ وهو من الخوارج ـ فقال :
أخبرني عن قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١)؟ فقال عليهالسلام : أولئك نحن وأتباعنا في يوم القيامة ، غرّاء محجّلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم».
وروى أحمد في المسند ، والعلاّمة القندوزي في الينابيع في الباب الرابع عشر ، عن ابن عباس ، أنّ عليا قال على المنبر «سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ومن آية إلاّ وأنا أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض ، وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ وقد علمت من كسبها ومن يقتل فيها».
__________________
(١) سورة البيّنة ، الآية ٧.