هذا حديث حسن عال ، وقد فسّرت الحكمة بالسنّة لقوله عزّ وجلّ : (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) (١) ، الآية ، يدل على صحة هذا التأويل ، وقد قال رسول الله (ص) : «إنّ الله تعالى أنزل عليّ الكتاب ومثله معه». أراد بالكتاب القرآن ، ومثله معه ما علّمه الله تعالى من الحكمة وبيّن له من الأمر والنهي والحلال والحرام ، فالحكمة هي السنّة فلهذا قال «أنا دار الحكمة وعلي بابها».
ولقد روى ابن عساكر في تاريخه مع ذكر السند ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، وشيخ الاسلام الحمويني في فرائد السمطين ، والديلمي في فردوس الأخبار والكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الثامن والخمسون ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع عشر ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب حديث رقم ١٢٠ وغيرهم من كبار علمائكم رووا عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري أنّ النبي (ص) أخذ بيد عليّ عليهالسلام فقال «هذا أمير البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ثم مدّ بها صوته. فقال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».
وروى صاحب المناقب الفاخرة عن ابن عباس أنّ النبي (ص) قال «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد علم الدين فليأت الباب. ثم قال لعليّ عليهالسلام : يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت الباب ، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة ، إلاّ من الباب».
وأخرج الحديث ابن أبي الحديد في مواضع عديدة من شرح نهج البلاغة ، وشيخ الإسلام الحمويني عن ابن عباس ، وأخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب عن عمرو بن العاص ، وأخرجه محب الدين
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١١٣.